لاأقول فقراء ومساكين بل أقول بؤساء ومعووزين بعد أن أتت الرأسمالية ذات الأنياب والمخالب على بنيان التكافل والتضامن الاجتماعي من القواعد ـ والذي حضت عليه الأديان السماوية السمحاء كافة على أن يقيمه الأغنياء في المجتمع لفقرائه ـ فدمرته فخر على الجميع السقف من فوقهم .
فبدلاً من أن ينتشل الأغنياء والموسورين الفقراء والمساكين من وحلة الفاقة والعوز تركوهم ومامدوا إليهم يد العون فحولوهم إلى بؤساء ومعووزين وأصبح الغني في المجتمع يزداد عنىً والفقير يزداد فقراً وتلك فاقة الرأسمالية العصرية التي يتغنون بها وبإنجازتها تلك الرأسمالية الطبقية والتي خلقها الأول بامتياز هو خلق الأنانية والأثرة البغيضة .
إذا نحن لمسنا المشكلة وأحسسنا بها فقد استفاق وعينا من جديد وتلك مرحلة مهمة قد وصلنا إليها ولكن المرحلة الأهم هي أن نجتمع ونفكر لكي نقدم حلاً ونجد مخرجاً ومالم نقدم حلاً فإننا نكون قد ضللنا الطريق من جديد وفقدنا الاتجاه الذي حددته لنا بوصلة
الرشاد أخيراً
فمن المعروف أن الإحساس بالمشكلة هو البداية الصحيحة لحلها لدى العقلاء من الناس ولكن ليس عاقلاً على الإطلاق من يحس بالمشكلة ثم يتركها دون حل ولايبالي بحلها أو التخلص من آثارها كما نفعل نحن العرب تجاه مشكلاتنا !
فمن يتجاهل البحث عن حل عن عمد وهو مستطيع أو أن يفض يده من المشاركة في البحث عن حل لمشكلاتنا وهو قادر على المشاركة ولديه مايؤهله لذلك من قدرات فكر ومهارات عقلية فإن أمثال هذا لايحق لهم العيش بين البشر الأصحاء عقلاً وخلقاً .
فليست العدالة الاجتماعية فقط هي التي تحقق الأمن الاجتماعي بل أن التكافل الاجتماعي والتضامن الاجتماعي هما الكفيلان بتحقيق ذلك الهدف معها وتلك هي الحكمة من حض الأديان السماوية عليها فنجد قوله عليه الصلاة والسلام " والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن ...... من بات شبعاناً وجاره جائع " أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ماأفلح مجتمع من المجتمعات البشرية قط مالم يؤازر الغني فيه الفقير والقوي فيه الضعيف والكبير فيه الصغير
فمناصرة الأقوياء في المجتمع في أي جانب للضعفاء في ذلك الجانب يبقي سفينة المجتمع ناجية تمخر عباب الحياة أما إذا تقاعس الأقوياء في المجتمع عن مؤازرة الضعفاء فية والأخذ بأيديهم إلى النجاة من العوز والفاقة فإن ذلك يؤدي حتماً إلى غرق سفينة المجتمع بكل من فيها من أغنياء وفقراء أقوياء وضعفاء لافرق .
عنوان صحة المجتمع والشاهد على ذلك هو وجود خلق التكافل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع بتقنين وتشريع سماوي وليس لوائح وقوانين أرضية يتهرب منها المستطيعين بكل الحيل بحيث يصبح التكافل لدى المستطيعين مسئولية تنبع من دواخلهم وهماً يعملوا على تحقيقه على أرض الواقع طوال الوقت دون رقيب خارجي أو قانون تسنه الدولة في ذلك المجتمع عليهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق